- Unknown
- 12/27/2013
- كتابة ، هام
- لاتوجد تعليقات
![]() |
سخرية القدر ...عندما يسرق النضال |
كتبها القلم الصحراوي
تحت عنوان سخرية القدر .......(عندما يسرق النضال )
المكان =شاطيء فم الواد
الزمان= صيف 2005
الحدث=اول انتفاضة بالشاطئ
............يتحرك المناضلون في الشاطيء حاملين علما واحدا لون بالصباغة اللتي ادوا ثمنها من جيبوبهم الفقيرة .كان التصميم واضحا في ملامحهم والشعار الوحيد الذي يحملونه هو نقل المعركة من العيون المحتلة الى شاطئ فم الواد .لم يكن هؤلاء الا صحراويين مناضلين يشعرون بالخجل كلما ارتطم بهم نسيم االبحر البارد وشعبهم هناك في لحمادة ترتطم ببيوتهم رياح "الشركية" الحارة والساخنة مزيحة الخيم والالواح القصديرية اللتي تغطي بيوتهم الطينية . لم يكن النضال حينها ارضاء لعمر او لسان او رغبة في الظهور امام كاميرات HD بقدر ماكان الوفاء بعهد قطعناه ونحن في ارحام امهاتنا الابيات اللاتي نقلن الينا حب الوطن بالوراثة
....يرفع العلم بجوار الهاتف العمومي الذي لايبعد الا بضع امتار عن مركز الدرك وتتعالى الشعارات والزغاريد ويجتمع الصغير والكبير في وقفة تاريخية كيف لا وهي الاولى من نوعها في الشاطيء . وبعدها تتوالى المطاردات وتتحرك اليات المخزن المسعورة يومها واللتي لاتقارن بتاتا بما تعيشه الاجهزة الامنية حاليا من تراجع كبير في مستوى العنف بسبب الضغوطات الدولية اللتي غذتها جماهير الارض المحتلة وليست وزارة الارض المحتلة ...
وماهي الا لحضات حتى تعيش القرية الشاطئية حصارا امنيا خانقا و حالات مطاردة واعتقالات واسعة شملت الجميع ...كنت وصديقي نطارد من طرف سيارة رباعية الدفع "جيب" حينما توغلنا في احدى الازقة بحثا عن ملجا صحراوي ..حيث استوقفتنا فتاة في العشرينات من عمرها رفقة عائلتها تسالنا عما يحدث
الفتاة = ماذا يحدث ما سبب جريكم بهاته السرعة
.......= انها "وقفة" وتم رفع علم صحراوي والشاطيء يعيش اعتقلات عشوائية وتنكيل وضرب ممنهج
الفتاة= سحقا "تفوووووووووو" مابالكم تاتون الي الشاطيء لاشعال "الصداع" الن نستطيع الهناء والتخلص منكم . هربنا من المدينة بحثا عن الراحة وجدناكم امامنا هذا الشاطيء للاستجمام وليس "للصداع"
صديقي = عذرا اختي اذا اردت الراحة والتخلص من الصداع فالمغرب طويل وعريض ما عليك الا الذهاب لشاطيء اكادير او طنجة.... نحن هنا اختي في الصحراء الغربية ودماء شهدائنا لم تجف بعد و.......تقاطعنا سيارة الجيب القادمة بسرعة نحونا ونركض هاربين منها قبل ان نتخلص منها باعجوبة
ويسدل الستار عن الوقفة الجماهيرية ويابي التاريخ الا ان يمضي قدما وتتوالى الوقفات والنضالات والانجازات ونحتفظ نحن "بالوقفة النضالية" في تاريخنا ونترك مصلح "الصداع" الارشيفي لابيارح شفاه الفتاة الانهزامية
......الزمان=2011
المكان = تفاريتي المحررة
الحدث = وفد مايسمى بالمئة 100ناشط
اتابع التلفزة الوطنية التي تنقل صور المناضلين رفقة القيادة الصحراوية في منابر خطابية وندوات ترحيبية بالوفد وبينما اتعرف على الوجوه ... هذا دحان وذاك اعلي سالم وهذا بالضبط الرئيس وتلك مريم حمادة وهذا مناضل معروف ذهب للاستجمام
تضبط الكاميرا وجها انوثيا مالوفا وفتاة ترفع شارة النصر وتلتحف بعلم وطني من النوع الكبير ..رفقة منسق الانتفاضة بمكتب كناريا
يالهي = انها نفس الفتاة اللتي وصفت انتفاضة فم الواد التاريخية" بالصداع "وطردتنا من منزل عائلتها ورفضت استقبالنا وقت حاصرتنا قواة الدرك
ايعقل ان تتحول الانهزامية الى مناضلة رفقة رئيس الدولة
هل تحولنا نحن الى انهزاميين فيما لبست هي عباءة النضال فجاة
هل خانتنا الاقدار حينما صنعنا علما صحراويا بصباغة تقليدية فيما لحفت هي بعلم حقيقي طرزته نساء في مخيمات العزة والكرامة في عز الظهيرة وتحت رياح "اريفي" صيفا في وقت كانت هي تطردنا من منزلها بحجة اننا نعكر صفو نسيم البحر البارد عليها في البحر
هل نزرع نحن المجد بدمائنا وبعرقنا ونضرب ونسحل ونعتقل ونطرد فيما تحصد هي بعرق بارد "رحلة استجمامية " و 500دولار وصور تذكارية مع رموز القضية
الشيء الوحيد الذي اثارني وهز كياني هو انها تتواجد بتفاريتي حيث يرقد جدي هناك الذي لم ازره يوما ويرقد ايضا ابن عمتي الشهيد وخالي الشهيد الاخر وكل شهداء القضية الذي اتمنى ان اشم عبق ارواحهم الزكية
اما الشيء الوحيد الذي جعلني اصبر هو اننا هاهنا في العيون المحتلة ساحة النضال والمجد سنبقى صامدين وسنصبر عن كل "سخرية قدر"صنعها لاعبو الشطرنج فقائدنا هو الولي ووطننا هو الصحراء الغربية وعدونا هو الاحتلال ودعائنا لله عز وجل هو =
(( ربنا لآ تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ))
القلم الصحراوي = ولنا معكم قصص اخري في الصميم قريبا